القرن التاسع عشر ...

محمد علي سعيد الهبهوب الأحد مايو 22, 2011 8:48 am

[b]أوكرانيا فى القرن التاسع عشر

[size=9]كانت أوكرانيا الشرقية التي تحتلها الإمبراطورية الروسية أراضي الضفة اليسرى و سلوبوديان و الضفة اليمنى من أوكرانيا ومنطقة الجنوب. و في أثناء القرن التاسع عشر, كانت أوكرانيا الشرقية خاضعة للقوانين الإمبريالية العامة للنمو الإجتماعي السياسي و الإقتصادي. و قد إمتدت أهلية القانون الروسي ونظام الإقليمي الإداري عبر هذه الأراضي. و السلطة المطلقة في كل الإمارات التسع ( التي تم تقسيم أوكرانيا الشرقية فيها في بداية القرن التاسع عشر) تم تفويضها بمرسوم خاص من يد إلى يد الحاكم العام الذي كان يؤدي الوظائف الإدارية والإشرافية.
و قد أتبعت القيصرية مسار إضفاء الطابع الروسي على الشعب الأوكراني في أوكرانيا الشرقية. ونتيجة لمثل هذه السياسة من قبل الحكومة الروسية, فإن عدد الأوكرانيين في هذه المنطقة قل بنسبة 80% في نهاية القرن. و بشكل خاص, لم يتجاوز العنصر الوطني في بنية سكان الحضر ثلث العدد العام للسكان. ونتيجة تكثيف الإنتاج الصناعي في هذه الأراضي الزراعية, يمكن ملاحظة تدعيم طبقة العمال بالإضافة إلى نمو البورجوازية الوطنية.
و بدأت تقاليد تحرير الأوكرانيين نهضتها في بداية القرن التاسع عشر. و قد بدأت أولا في دوائر المفكرين الوطنيين التي كانت تتكون من الكتاب الأوكرانيين. و كانت الأعمال الرومانسية لخاركيف – الموضوعات الأوكرانية في أعمال هوهول- ذات أهمية كبرى في حفظ روح إنتصارات القوزاق. و في المستقبل, إستمر فكرهم على يد إيفان فرانكو و ليزيا أوكرينكا وهرابوفسكي و تاراس شفشنكو. و تميزت النهضة الثقافية الوطنية الأوكرانية بإفتتاح خاركيف ( 1805) و كييف ( 1834) لجامعات بتأسيس الجريدة الشعبية, "أوكرينسكى فسنيك" (1816-1863), الجريدة الأدبية العلمية, "أوسنوفا" (1861-1863), و أول جريدة تاريخية في أوكرانيا, "كييفسكيا ستارينا" (1882-1906). و تم توجيه النشاط العلمي للمؤرخين الأوكرانيين المعروفين إلى الحفاظ على الدوائر الشعبية العريضة و الذاكرة التاريخية للتقاليد القديمة للكفاح الوطني التحريري للشعب الأوكراني للحصول على إستقلال الدولة و العدالة الإجتماعية.
و أثناء العقود الأولى من القرن التاسع عشر, كانت الحركة الثقافية الوطنية الأوكرانية مرتبطة إرتباطا وثيقا بالحركة السياسية. و كان العديد من الأوكرانيين هم الأعضاء العاملين في المنظمات الماسونية الروسية العامة التي كانت تطالب بتكوين " مجتمع حكيم" يكون فيه الشعب متساوى في الحقوق و محدد الأهداف. و قد شاركوا في جماعات الضباط السرية التي كانت موجهة ضد القيصرية الروسية. و كان الشعب في منطقة الضفة اليسرى يؤيد الثورة التحريرية لمالكي الأراضي البولنديين 1830-1831. وقد إنضم الأوكرانييون العرقيون إلى البولنديين وأيدوا تحرير بولندا من العصيان 1863-1864.
كانت أنشطة أخوة القديس سيريل و ميثوديوس نقطة هامة على طريق تعزيز حركة التحرير الوطنية. و كانت منظمة سياسية غير قانونية قام بإنشائها في كييف فى 1846 ممثلو المفكرين الوطنيين الأوكرانيين. كما نشر تاراس شفشنكو الأفكار التحريرية الوطنية في أعماله الشعرية. إن تحقيق دولة أوكرانية مستقلة وإقامتها كعضو مساو للإتحاد الكونفدرالى لبلاد السلاف المستقلة, تكون كييف المركز السياسي, كان هدف أنشطة الأخوة. و كانت المطالبة بتصفية النظام الإمبراطورى الروسي وإلغاء عبودية الأراضي من المتطلبات السياسية الأقرب لأعضاء الأخوة. و كان النشاط العملي مركزا على التعليم و البحث عن طريقة للتنمية الإقتصادية فى أوكرانيا. و قد عاقبت القيصرية الروسية أعضاء الأخوة بوحشية بالغة.
و بالإنتشار في الوعي الوطني, تطورت هذه الأفكار في الحركة الإجتماعية في أواخر القرن التاسع عشر. و قد إتحد أعضاء هذه المنظمات غير الشرعية بنداءات الأكرنة و التكريس لشعوبهم والفخر في تاريخهم. و كان العمال الإجتماعيون مشغولين بشكل أساسي في العمل الثقافي و التعليمي. و قد قاموا بتنظيم المدارس و إصدار الكتيبات و نشر الفولكلور الشعبي.
و قد إنتشرت أيضا الأفكار التحريرية و الإجتماعية بين الطبقة العاملة في أوكرانيا. وقد لاقى تدعيم الضغط الإجتماعي الوطني و الإستثمار الوطني من جانب القيصرية الروسية مقاومة شديدة من قبل الفلاحين و سكان المدن. و قد أصبح رفضهم للعمل والإنتفاضات المسلحة منتشرا في صورة إحتجاج إجتماعي في القرن التاسع عشر. و قد طالبوا بالحرية الشخصية والأرض والحرية.
و قد تطور الكفاح الإجتماعي بقوة جديدة في أواخر القرن التاسع عشر. وفي منتصف خمسينات القرن التاسع عشر, شملت حركة الفلاحين 422 قرية في إمارات كييف و كاترينوسلاف وخرسون. و قد دعم عصيان الفلاحين الطلبة فى جامعات خاركيف و كييف. و الإصلاح الزراعي عام 1861 الذى ألغى عبودية الأرض فى أوكرانيا حدد ملكية الفلاحين للأرض. و قد إستجاب عبيد الأرض إلى الموجة التالية من الثورات.
و قد إتصلت مرحلة جديدة من حركة التحرير بأنشطة الشعبيين الروسيين (نارودنك). و كانت دوائرهم و منظامتهم تعمل في كييف وأوديسا و شيرنيهيف و المدن الأخرى. و قد نشر الشعبيون الروس أفكار الحرية والمساواة بين الفلاحين بصفة رئيسية. و بعد 1885, فقد الشعبيون الروس دورهم القيادى في حركة التحرير. و قد إعترضها أهل الفكر الديمقراطيين الإجتماعيين الذين بذلوا مجهودا كبيرا لتصل مطالبهم السياسية إلى وعي العمال. و قد ظهرت أول منظمات سياسية ( مثل الدوائر الماركسية) في ثمانينات و تسعينات القرن التاسع عشر.
و قد إتسم القرن العشرين بالتفاقم الملحوظ للكفاح الثورى. وقد كانت الأحزاب السياسية الأوكرانية الأولى ( الحزب الأوكراني الثورى و حزب العمال الأوكراني الإجتماعي الديمقراطي) تحت تأثيره. و قد كان زعماء الأحزاب هم أنتونوفيتش, و لوتوتسكى, وفينيشنكو, و بيتليورا, و يفريموف وغيرهم. و قد أصبحت بعض هذه الشخصيات شخصيات بارزة في الثورة الأوكرانية فيما بعد.
و فيما عدا القوانين الداركونية للقيصرية 1863 و 1876 مع الأخذ بالإعتبار اللغة الأوكرانية, فقد إرتقى تطور الثقافة الأوكرانية إلى مستوى جديد. و قد أصبحت عامل مهم للنهضة الوطنية. فالعمل الإبداعي لهروشفسكي ( المجلد المتعدد " التاريخ الأوكراني الروسى"), و أعمال هرينشكو و كريمسكي و أركاس كانت علامات أدبية ملحوظة. و قد تم تناول المشاكل الإجتماعية والوطنية الضاغطة في العديد من الأعمال الشعرية.
و حالة الأوكرانيين في الأراضى الخاضعة للإمبراطورية النمساوية المجرية في القرن التاسع عشر لم تكن أقل تعقيدا من حالة الذين كانوا في إقليم أوكرانيا الشرقية. و قد كان سكان هاليشينا الشرقية و بويكوفينا الجنوبية وترانسكارباثيا ( في الأساس فلاحون) يعانون من القمع الإقتصادي و القمع الإجتماعي و الإعتقالات الوطنية. وكان توسع قوة الساطات المركزية لهذه الأقاليم ينهض بإستقرار العلاقات الإقتصادية بينهم. و قد أدى ذلك أيضا إلى تكوين ظروف من أجل تطورهم التدريجي. و بمنتصف القرن التاسع عشر, تأثرت الحكومة النمساوية المجرية بالموقف الثوري في أوروبا في 1848 وبدأت في عمل إصلاحات موجهة لتحسين العلاقات الزراعية في البلاد. وبشكل خاص, قاموا بتصفية الإعتماد القضائي للفلاحين على مالكى الأراضي و تم تخصيص قطع أراضي لهم. و قد أدى ذلك إلى تهيئة الظروف للتحول الناجح للفلاحين إلى قوة سياسية نشيطة.
و في أبريل 1848, إكتسبت النمسا وضع الملكية الدستورية ولكن الحريات الديمقراطية المعلنة و مساواة الشعب الوطنية ظلت على الورق. و تم إستعادة الإدارة الدستورية البرلمانية فقط في الستينات من هذا القرن مع تبنى دستور ديسمبر 1867 الذي يكغل ( على الأقل رسميا) مساواة الجنسيات واللغات. و قد تلقت المناطق المتفرقة للإمبراطورية ( مثل هاليشينا) الحق في السلطة المحددة. و كانت التدابير التي إتخذتها الحكومة النمساوية تدعم تكثيف الحياة الإقتصادية في الأراضي الأوكرانية الغربية وإندماجها في النظام العالمى للعلاقات التجارية. و قد فتح الإصلاح الزراعي 1848 الطريق لإعادة التنظيم الكامل للقطاع الزراعي في الأراضي. و كنتيجة للإنفصال عن مزارع الفلاحين, بنهاية القرن التاسع عشر، تم تكوين سوق من العمالة المؤجرة التي تؤيد زيادة الربح في الإنتاج الزراعي. و قد كانت هناك تطورات أخرى في الصناعة ملحوظة في الأراضى الأوكرانية الغربية.
و في القرن التاسع عشر, كانت هناك بعض التغيرات في الحياة الإجتماعية السياسية للمنطقة. تنشيط أفكار التنويريين و تعزيز الأيديولوجية الرومانسية التي نتجت عن ظهور حركة التحرير في القارة الأوروبية و قد دعم ذلك العمليات المكثفة للنهضة الوطنية. و قد ظهرت أول الدوائر الثقافية التعليمية في بيريميشل و لفيف. و قد زادت الإهتمامات بتاريخ الأرض و اللغة والفولكلور بشكل ملحوظ في ذلك الوقت. و بأي حال من الأحوال, فإن الجزء الهام في تطوير الحركة الوطنية كان ينتمى للإتحاد الإجتماعي الثقافي " روسكا ترييستا". وكان يتم رؤية دوافع تحرير المنطقة على صفحات موضوعات الشعبيين و التقويمات و الكتب المدرسية.
و كان للأحداث الثورية 1848-1849 رنين واسع النطاق في الأراضى الأوكرانية الغربية. و قد ظهرت أول منظمة سياسية أوكرانية, المجلس الروسي الرئيسي, في لفيف عام 1848. وكانت وثائق برنامجه ممتلئة بأفكار الحكم الذاتي و الديمقراطية وإصلاح المجالات المختلفة للحياة السياسية والفكرية في المنطقة. و كانت الأحداث الثورية منشطة لحركة التحرير الوطنية الأوكرانية في بوكوفينا الجنوبية ( عصيان بقيادة لوكيان كوبيليتسيا) و في ترانسكارباثيا ( دوخنوفيتش و دوبريانسكى).
و لم تتوقف الحركة الوطنية بعد قمع الثورة. و قد قام ممثلون من الأجيال الشابة من المفكرين بتأسيس المنظمات الشبابية مثل الجماعات في لفيف و بيريزهانى و بيريمشل و سامبير و تيرنوبل و ستانيسلاف. و قد جاءت المجموعة بأكملها من الشخصيات السياسية البارزة من وسط هؤلاء الشباب ( مثل إيفان فرانكو وميكولا بافليك و أوستاب تيرليتسكى). و مثل هذه الأحزاب السياسية مثل الحزب الراديكالي الروسي الأوكراني و الحزب الإجتماعي الديمقراطي الأوكراني و الحزب الوطني الديمقراطي الأوكراني وغيرها ظهرت في المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر.
و لم يكن تطور حركة التحرير الوطنية فى الأراضي الأوكرانية الغربية معزولا ولكن له علاقات وطيدة مع العمليات الشبيهة في أوكرانية الشرقية. و قد وقعت هناك تبادل مكثف
[[size=18]/size]للأراء و الأفكار والأدب و الدوريات. و شعوب الإقليم الأوكراني الذين تفرقوا بالحدود مازالوا يعتقدون أنهم أمة واحدة.[/size][/b]

وليد راشد احمد الشحي الإثنين مايو 23, 2011 1:00 pm

تسلم

احمد علي 6/4 الثلاثاء مايو 24, 2011 5:29 am

لاكن الخط صغير

القرن التاسع عشر ...

القرن التاسع عشر ...

رد: القرن التاسع عشر ...

رد: القرن التاسع عشر ...