المبيدات الزراعية وأثرها الضار على الصحة العامة و البيئة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المبيدات الزراعية وأثرها الضار على الصحة العامة و البيئة
المبيدات الزراعية وأثرها الضار على الصحة العامة و البيئة
عمل الإنسان على مر الزمن على إفساد البيئة التي يعيش فيها و أخل بتوازنها وجلب لنفسه مخاطر و مشاكل عديدة لم يقدر على تحملها, من
جراء كثرة الملوثات و نذكر منها : نفايات المصانع و المنازل و المزارع و مخلفات المدن و المواد البلاستيكية و وسائل النقل و المبيدات و الأسمدة ...وتعتبر المبيدات الزراعية من أهم وأخطر ملوثات البيئة و التي هي عبارة عن مواد كيميائية سامة تستخدم لمكافحة الآفات و تؤثر على العمليات الحيوية للعديد من الكائنات الحية ,وهي أيضاً سامة للإنسان و الحيوان....
عن مجال استخدام المبيدات الزراعية وخصائصها و كيفية وصولها إلى البيئة و التأثير المباشر لها على الصحة العامة , و أهم أضرارها تحدث الدكتور سالم حداد رئيس شعبة الأمراض البيئية و المزمنة في مديرية صحة حمص فقال : حاول الإنسان منذ القديم مجابهة الآفات الزراعية و استخدام طرق عديدة للتخلص من خطرها ومنها المبيدات الكيميائية ,وبالرغم من اختلاف الآراء حول النواحي السلبية و الايجابية لها, مازالت تعتبر حتى يومنا هذا ضرورية لتطوير الانتاج الزراعي وحمايته, وهذا يتم إما عن طريق زيادة مردود وحدة المساحة المزروعة ,أو عن طريق التوسع في الأراضي القابلة للزراعة ومن أجل زيادة الانتاج في المساحة المزروعة بدأ الإنسان بمواجهة الآفات الزراعية بطرق مختلفة ومتنوعة ,وقد أخفق في هذه المواجهة تارة و نجح تارة أخرى وفي خضم هذا الصراع توصل الإنسان إلى التعرف على المبيدات التي يتطلب استخدامها معرفة جيدة بخصائصها الفيزيائية و الكيميائية و البيئية والسمية ... ومن الطبيعي أن هذه الخصائص غير معروفة من قبل المزارع ,ولكن يتوجب على الفنيين أن يلموا بها ويقوموا بتقديمها كنصائح وإرشادات إلى المزارعين للعمل على استخدامها بشكل علمي من أجل ضمان عملية المكافحة للقضاء على الآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل و الأشجار المثمرة ..
إن العالم الصناعي ينتج مابين 1500-2000 مادة كيميائية جديدة سنوياً ,تستخدم في شتى المجالات الصناعية و الطبية و الزراعية ,وإن قسماً من هذه المواد لايتم فحصه و دراسة التأثيرات الجانبية له بشكل دقيق....
كيفية وصول المبيدات إلى البيئة
تصل المبيدات إلى البيئة بواسطة الرش المباشر على النباتات أو على التربة ,و عن طريق التناثر أثناء الاستخدام ,وبواسطة التخلص من عبوات ومخلفات المبيدات, و أثناء سكب المبيدات على التربة وفي أقنية الري و مصادر المياه وتجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من 90% من المبيدات لاتصل و لا تستقر على الآفة المراد مكافحتها و لكن تصل إلى البيئة , ويتعلق هذا الوصول بعدة عوامل نذكر منها
1- قدرة المبيد على البقاء
2- حركة المبيد
3- عمر المبيد أو المصير النهائي له
بعد استخدام المبيدات تتعرض إلى الفقد على سطح التربة أو التسرب إلى المياه الجوفية ,ويعتمد في هذا و بشكل رئيسي على قابلية المبيد للذوبان و الامتصاص و العمر النصفي له حيث أن المبيدات ذات العمر النصفي الأطول يكون لها قدرة أكبر على الوصول إلى المياه السطحية أو الجوفية ,فيما نجد أن المبيدات التي لا تنحل أو التي لها درجة عالية من الامتصاص تميل إلى البقاء قرب سطح التربة وتكون بذلك عرضة للفقد السطحي ,وأن المبيدات ذات الدرجة العالية من الذوبان أو الانحلال و التي لها درجة امتصاص منخفضة تتصف بقدرة عالية على الرشح و الترسب من خلال التربة
لذلك فإن المبيدات بعد استخدامها في الحقل يكون مصيرها ضمن الاحتمالات التالية :
1- الفقد عن طريق التطاير
2- الانتقال أو التحول
3- التحلل أو التدهور
4- التفاعل الكيميائي مع التربة
5- التصاق ذرات المبيد بجزيئات التربة (الامتصاص)
تأثير المبيدات على الصحة العامة
المبيدات عبارة عن مواد كيماوية فعالة حيوياً جرى اختبارها من حيث سلامتها و فعاليتها قبل طرحها للاستخدام في المجال الزراعي ,أما في حال حدوث خطأ في الاستخدام فإنها تصبح مواداً مؤذية للإنسان و الحيوان و البيئة المحيطة لذلك يجب الالتزام بالتعيلمات الملصقة الموجودة على عبوة المبيد لمنع أي ضرر ,ومع ذلك يحصل التسمم بهذه المبيدات ...والتسمم يمكن أن يدخل الجسم عن طريق :
* اختراق الجلد : يتم بواسطة التلامس بين المبيد و الجلد, وإن الجلد لايلعب دور الحاجز فتدخل المبيدات إلى الجسم , لذلك يجب الحذر من تلامس الجلد للمبيد ,وإذا حصل ذلك علينا غسل المنطقة الملوثة بسرعة
* الابتلاع عن طريق الفم : هذا الطريق هو الأخطر و قد يحصل صدفة لذا يجب أن تؤخذ احتياطات كافية لمنع هذا الأمر خاصة بالنسبة للأطفال عندما يتعاطون المبيد عن طرق الخطأ بسبب عدم تخزينه بسبب عدم تخزينه بشكل صحيح .
* الاستنشاق : بما أن المبيدات قد تنتج بعض الأبخرة يمكن أن تمتص من خلال الرئة أثناء الاستخدام
أهم الأضرار المباشرة :
نستطيع القول مما سبق أنه إذا أصبحت المبيدات ضرورية حتمية للوقاية ومكافحة الآفات ..فالعديد من الأبحاث و الدراسات تشير بأن المبيدات غير خالية من الآثار الجانبية فهي سلاح ذو حدين ,ومن أهم الأضرار المباشرة لها:
1- الاخلال بالتوازن البيئي و القضاء على الأعداء الحيوية , حيث إنها تؤثر على عدد كبير من الحشرات بما فيها المتطفلات والتي لها دور مهم في التوازن البيئي
2 - التأثير على الحشرات النافعة اقتصادياً و يقصد بها النحل, لأن معظم المبيدات ذات تأثير قوي على طوائف النحل
3- التأثير على الحيوانات البرية كالأرانب و الطيور وكذلك على الأسماك, فعند رش المبيدات على المحاصيل الزراعية و بالتالي تسبب لها أضراراً مختلفة وبالتالي ينعكس ذلك على الإنسان الذي يتغذى عليها
4- ظهور السلالات المقاومة للمبيدات بسبب تعرض الآفة إلى مبيد معين بشكل متتابع
5- تدني خصوبة التربة بسبب قتل الميبدات لبكتريا تثبت النتروجين (الآزوت) في التربة ,وقد لوحظ أن النتريت الموجود في التربة يتفاعل مع بعض المبيدات ويكون مركباً اسمه ( النيتروز إمينات) وهو مادة سامة يعمل على تلوث التربة و المياه الجوفية و يمتص بواسطة عصارة النبات و يختزن في أنسجته مؤدياً إلى حدوث أمراض سرطانية عند الإنسان...
إن تدخل الإنسان في الأنظمة البيئية بهدف تأمين الغذاء، أنتج آفات زراعية خطيرة وأخل بالتوازن البيئي ما انعكس بالضرر عليه وعلى الكائنات الحية الأخرى. تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) إلى ان الآفات الزراعية تسبب خسارة نحو 35-40 % من المحاصيل المنتَجة.
تُعتبر الحشرات من أخطر ما يسبب الآفات الزراعية، إذ تم إحصاء نحو 10 آلاف نوع منها يُلحق الضرر بالمحاصيل والحيوانات النافعة للإنسان. يبلغ عدد الأمراض النباتية الناجمة عن الفطريات حوالى 100 ألف مرضٍ، بالإضافة إلى العديد من المسببات الأخرى لأمراض النباتات التي تحدث أضراراً إقتصادية مثل الفيروسات والبكتيريا والقوارض والقواقع والطحالب.
فقبل الحرب العالمية الثانية، كان المزارعون يعتمدون على الكيماويات غير العضوية مثل مركبات الكبريت وزرنيخات الرصاص والمواد العضوية مثل "النيكوتين" و"البيرثوم". إلا أن اكتشاف مركب اﻟ (DDT) في سويسرا، والمبيدات الحشرية الفوسفورية في ألمانيا، ومبيدات الحشائش من مجموعة "الفينوكسي أستيك أسي" في المملكة المتحدة، ساهم كثيراً في اعتماد المزارعين على المواد الكيماوية وشجع العديد من الشركات العالمية على الإستثمار في صناعة المبيدات.
المبيدات
المبيدات هي مواد معدَّة لمحاربة الحشرات والقوارض والديدان والفطريات عبر طرد هذه الكائنات أو تخريبها أو التخفيف من تأثيرها، بهدف المحافظة على المحاصيل الزراعية وحماية صحة الإنسان والحيوان. لكن المُزارع أخذ يستعملها لمكافحة الآفات الزراعية جاهلاً آثارها السلبية على الإنسان والنبات والتربة.
أنواع المبيدات ونسبة استعمالها
مبيدات أعشاب 43 % - مبيدات حشرية 35 % – مبيدات فطرية 19 % - مبيدات لها علاقة بالصحة العامة 3 %. إن أهمية استخدام وتطوير المواد الكيميائية المخصصة لمكافحة الآفات الزراعية من أجل زيادة المحاصيل، تبرز من خلال تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) التي تُظهر ان عدد سكان العالم عام 2000 وصل إلى 6 مليارات نسمة، منهم 800000 إنسان يعانون الجوع وسوء التغذية. لذلك، أصبحت عملية إنتاج الغذاء نوعاً وجودة وكماً، من أولويات العاملين والمهتمين في هذا الشأن.
تأثير المبيدات على الإنسان
تشكل المبيدات خطورة على العاملين تصنيعها والقائمين على نقلها وعلى المزارعين والمستهلكين. لذلك، يجب أخذ الحيطة والحذر تجاه ما تحدثه المبيدات من أذى للإنسان كالتسميم أو التشويه أو المرض، كمرض السرطان.
الجدير بالذكر، ان تحديد أعراض الإصابة بالتسمم الحاد الناجم عن المبيدات ليس بالأمر السهل، إذ ان تلك الأعراض تشبه الأعراض العامة التي تعتري الإنسان في حياته اليومية (صداع، غثيان، تشنجات...).
أما التسمم الجلدي، فيصاب به العامل بطرق عديدة كأثناء جمع أوراق النبات الملوث بالمبيدات أو الإحتكاك بها أثناء جني المحصول أو خدمة الأشجار. لذلك، يُنصح العمال بعدم دخول المناطق التي تمت معالَجتها بالمبيدات الكيميائية لفترة زمنية معينة حيث حُددت المدة لمبيد “Azinphosmetyl” ﺒ 24 ساعة، ولمبيد “Parathion” ﺒ 30 يوماً لأن هذا المبيد يتفكك ببطء على أوراق النبات في المناخ الحار والجاف إلى مادة“Paraxon” . ولما كان هذا المبيد شائع الإستعمال على أنواع عديدة من الأشجار، فإن العمال أكثر عرضة للتعرض له عن طريق جني الثمار والعناية بالأشجار وغيرها.
إن العديد من الكيميائيات الزراعية لها تأثيرات سرطانية على الإنسان كمركبات الزرنيخ التي ثبت علمياً تسببها بداء سرطان الكبد والجلد، ومركب "الامينوتر أيازول" المُستخدَم في مكافحة بعض الأعشاب في مزارع الذرة والفواكه يسبب سرطان الغدة الدرقية. وهناك العديد من المركبات مثل "DDT" و"الأندرين" و"الديلدرين" التي لها مقدرة على إحداث السرطان. وللمبيدات تأثيرات جانبية أيضاً كإحداث التشوهات الخلقية والأورام، بالإضافة إلى التسمم المزمن نتيجة تراكم المبيدات في الجسم بكميات قليلة وعلى فترات طويلة.
تأثير المبيدات على النبات
تُحدِث المبيدات المستخدَمة في الزراعة تغيرات في التركيبات الكيميائية للنباتات حيث تنفذ إلى أنسجتها وتتداخل في نشاطها التحليلي. ويختلف التأثير تبعاً لنوع كل من المبيد والنبات والتربة ومدة التعرض للمبيد والظروف البيئية حول النبات وطريقة المعاملة وغيرها. من هذه التغيرات، تغيرات مورفولوجية تتعلق بالنمو كالطول، الكثافة، عدد العقد، الأغصان، عدد ومساحة الأوراق، عدد البراعم، عدد الثمار ووزنها. وتختلف التغييرات وفقاً لنوع النبات والمبيد ونسبته وموعد الزراعة وغيرها. فمبيد "اللانيت" مثلاً، أدى إلى زيادة كبيرة في وزن أوراق القطن الجافة.
وللمبيدات تأثيرات فيزيولوجية على النبات.فمبيد "الميثوميل" و"الفينفاليرات" سببا نقصاً شديداً في محتوى الكلوروفيل لأوراق النبات،كما تم إثبات أن مبيدات اﻟ “DDT” و"اللندين" و"الميتوكسي كلور" و"الديمثويت" أحدثت نقصاً في معدل التنفس لأطراف الجذور النامية للذرة والشوفان والبازيلا وغيرها.
أما التأثير على التركيبات الكيميائية للنباتات، فيظهر في تغيرات محتوى العناصر الكيميائية في الأنسجة النباتية إذ أدى استخدام مبيد "الباراثيون" إلى زيادة محتوى النيتروجين الكلي لنباتات الفول.
إلا أن استخدام بعض المبيدات الحشرية الجهازية، أدى إلى نقصٍ في مواد البوتاسيوم، الزنك والمنغنيزيوم في البذور.
تأثير المبيدات على الكائنات الحية
أكدت مؤسسة الأبحاث العلمية “SRF” التأثيرات السلبية للمبيدات على النحل والطيور والأسماك وبعض أنواع الكائنات الأخرى، كتسببها ببعض الأورام الخبيثة بالكبد وموت الأجنة وقلة الكفاءة التناسلية. وكان لمركبات الكلور العضوية النصيب الأكبر في هذا الشأن، ويعود ذلك إلى كونها مبيدات ثابتة بيئياً ومقاوِمة لميكانيكية التحطم الكيميائي الحيوي والتحطم الطبيعي الكيميائي وقدرة ترسبية عالية في الأنسجة الحية للإنسان والحيوان.
تأثير المبيدات على النحل
ويظهر التأثير السلبي للمبيدات أيضاً جلياً على نحل العسل خاصة إذا ما جرى رش المبيدات أثناء فترة الإزهار. فموت عدد كبير من عاملات النحل الجامعة للرحيق، يؤدي في النهاية إلى انخفاض معدل تلقيح الأزهار وبالتالي، انخفاض إنتاج العسل والثمار.
تأثير المبيدات على الطيور
بما أن الطيور شديدة التأثر بالمبيدات، انخفضت أعدادها بصورة كبيرة حتى وصل الأمر ببعض أصنافها إلى حد الإنقراض.
من تأثير المبيدات على الطيور:
1- تأثير أنزيمات الكبد.
2- تقلص في حجم المخالب.
3- موت الأجنة بنسبة عالية.
4- موت الصيصان قبل وبعد الفقس بنسبة عالية.
5- تعشيش متأخر وسلوك تعشيش غير طبيعي.
تأثير المبيدات على الأسماك
تعتبر المبيدات مواد مهلكة للأسماك والكائنات المائية الأخرى. وإذا ما أضفنا تأثير مياه الصرف الصحي وفضلات المعامل على أنواعها، يصبح الأمر بالغ الخطورة على الأسماك وسائر الكائنات المائية الحية ما يؤدي إلى انعدام الحياة في المياه الملوثة.
عمل الإنسان على مر الزمن على إفساد البيئة التي يعيش فيها و أخل بتوازنها وجلب لنفسه مخاطر و مشاكل عديدة لم يقدر على تحملها, من
جراء كثرة الملوثات و نذكر منها : نفايات المصانع و المنازل و المزارع و مخلفات المدن و المواد البلاستيكية و وسائل النقل و المبيدات و الأسمدة ...وتعتبر المبيدات الزراعية من أهم وأخطر ملوثات البيئة و التي هي عبارة عن مواد كيميائية سامة تستخدم لمكافحة الآفات و تؤثر على العمليات الحيوية للعديد من الكائنات الحية ,وهي أيضاً سامة للإنسان و الحيوان....
عن مجال استخدام المبيدات الزراعية وخصائصها و كيفية وصولها إلى البيئة و التأثير المباشر لها على الصحة العامة , و أهم أضرارها تحدث الدكتور سالم حداد رئيس شعبة الأمراض البيئية و المزمنة في مديرية صحة حمص فقال : حاول الإنسان منذ القديم مجابهة الآفات الزراعية و استخدام طرق عديدة للتخلص من خطرها ومنها المبيدات الكيميائية ,وبالرغم من اختلاف الآراء حول النواحي السلبية و الايجابية لها, مازالت تعتبر حتى يومنا هذا ضرورية لتطوير الانتاج الزراعي وحمايته, وهذا يتم إما عن طريق زيادة مردود وحدة المساحة المزروعة ,أو عن طريق التوسع في الأراضي القابلة للزراعة ومن أجل زيادة الانتاج في المساحة المزروعة بدأ الإنسان بمواجهة الآفات الزراعية بطرق مختلفة ومتنوعة ,وقد أخفق في هذه المواجهة تارة و نجح تارة أخرى وفي خضم هذا الصراع توصل الإنسان إلى التعرف على المبيدات التي يتطلب استخدامها معرفة جيدة بخصائصها الفيزيائية و الكيميائية و البيئية والسمية ... ومن الطبيعي أن هذه الخصائص غير معروفة من قبل المزارع ,ولكن يتوجب على الفنيين أن يلموا بها ويقوموا بتقديمها كنصائح وإرشادات إلى المزارعين للعمل على استخدامها بشكل علمي من أجل ضمان عملية المكافحة للقضاء على الآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل و الأشجار المثمرة ..
إن العالم الصناعي ينتج مابين 1500-2000 مادة كيميائية جديدة سنوياً ,تستخدم في شتى المجالات الصناعية و الطبية و الزراعية ,وإن قسماً من هذه المواد لايتم فحصه و دراسة التأثيرات الجانبية له بشكل دقيق....
كيفية وصول المبيدات إلى البيئة
تصل المبيدات إلى البيئة بواسطة الرش المباشر على النباتات أو على التربة ,و عن طريق التناثر أثناء الاستخدام ,وبواسطة التخلص من عبوات ومخلفات المبيدات, و أثناء سكب المبيدات على التربة وفي أقنية الري و مصادر المياه وتجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من 90% من المبيدات لاتصل و لا تستقر على الآفة المراد مكافحتها و لكن تصل إلى البيئة , ويتعلق هذا الوصول بعدة عوامل نذكر منها
1- قدرة المبيد على البقاء
2- حركة المبيد
3- عمر المبيد أو المصير النهائي له
بعد استخدام المبيدات تتعرض إلى الفقد على سطح التربة أو التسرب إلى المياه الجوفية ,ويعتمد في هذا و بشكل رئيسي على قابلية المبيد للذوبان و الامتصاص و العمر النصفي له حيث أن المبيدات ذات العمر النصفي الأطول يكون لها قدرة أكبر على الوصول إلى المياه السطحية أو الجوفية ,فيما نجد أن المبيدات التي لا تنحل أو التي لها درجة عالية من الامتصاص تميل إلى البقاء قرب سطح التربة وتكون بذلك عرضة للفقد السطحي ,وأن المبيدات ذات الدرجة العالية من الذوبان أو الانحلال و التي لها درجة امتصاص منخفضة تتصف بقدرة عالية على الرشح و الترسب من خلال التربة
لذلك فإن المبيدات بعد استخدامها في الحقل يكون مصيرها ضمن الاحتمالات التالية :
1- الفقد عن طريق التطاير
2- الانتقال أو التحول
3- التحلل أو التدهور
4- التفاعل الكيميائي مع التربة
5- التصاق ذرات المبيد بجزيئات التربة (الامتصاص)
تأثير المبيدات على الصحة العامة
المبيدات عبارة عن مواد كيماوية فعالة حيوياً جرى اختبارها من حيث سلامتها و فعاليتها قبل طرحها للاستخدام في المجال الزراعي ,أما في حال حدوث خطأ في الاستخدام فإنها تصبح مواداً مؤذية للإنسان و الحيوان و البيئة المحيطة لذلك يجب الالتزام بالتعيلمات الملصقة الموجودة على عبوة المبيد لمنع أي ضرر ,ومع ذلك يحصل التسمم بهذه المبيدات ...والتسمم يمكن أن يدخل الجسم عن طريق :
* اختراق الجلد : يتم بواسطة التلامس بين المبيد و الجلد, وإن الجلد لايلعب دور الحاجز فتدخل المبيدات إلى الجسم , لذلك يجب الحذر من تلامس الجلد للمبيد ,وإذا حصل ذلك علينا غسل المنطقة الملوثة بسرعة
* الابتلاع عن طريق الفم : هذا الطريق هو الأخطر و قد يحصل صدفة لذا يجب أن تؤخذ احتياطات كافية لمنع هذا الأمر خاصة بالنسبة للأطفال عندما يتعاطون المبيد عن طرق الخطأ بسبب عدم تخزينه بسبب عدم تخزينه بشكل صحيح .
* الاستنشاق : بما أن المبيدات قد تنتج بعض الأبخرة يمكن أن تمتص من خلال الرئة أثناء الاستخدام
أهم الأضرار المباشرة :
نستطيع القول مما سبق أنه إذا أصبحت المبيدات ضرورية حتمية للوقاية ومكافحة الآفات ..فالعديد من الأبحاث و الدراسات تشير بأن المبيدات غير خالية من الآثار الجانبية فهي سلاح ذو حدين ,ومن أهم الأضرار المباشرة لها:
1- الاخلال بالتوازن البيئي و القضاء على الأعداء الحيوية , حيث إنها تؤثر على عدد كبير من الحشرات بما فيها المتطفلات والتي لها دور مهم في التوازن البيئي
2 - التأثير على الحشرات النافعة اقتصادياً و يقصد بها النحل, لأن معظم المبيدات ذات تأثير قوي على طوائف النحل
3- التأثير على الحيوانات البرية كالأرانب و الطيور وكذلك على الأسماك, فعند رش المبيدات على المحاصيل الزراعية و بالتالي تسبب لها أضراراً مختلفة وبالتالي ينعكس ذلك على الإنسان الذي يتغذى عليها
4- ظهور السلالات المقاومة للمبيدات بسبب تعرض الآفة إلى مبيد معين بشكل متتابع
5- تدني خصوبة التربة بسبب قتل الميبدات لبكتريا تثبت النتروجين (الآزوت) في التربة ,وقد لوحظ أن النتريت الموجود في التربة يتفاعل مع بعض المبيدات ويكون مركباً اسمه ( النيتروز إمينات) وهو مادة سامة يعمل على تلوث التربة و المياه الجوفية و يمتص بواسطة عصارة النبات و يختزن في أنسجته مؤدياً إلى حدوث أمراض سرطانية عند الإنسان...
إن تدخل الإنسان في الأنظمة البيئية بهدف تأمين الغذاء، أنتج آفات زراعية خطيرة وأخل بالتوازن البيئي ما انعكس بالضرر عليه وعلى الكائنات الحية الأخرى. تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) إلى ان الآفات الزراعية تسبب خسارة نحو 35-40 % من المحاصيل المنتَجة.
تُعتبر الحشرات من أخطر ما يسبب الآفات الزراعية، إذ تم إحصاء نحو 10 آلاف نوع منها يُلحق الضرر بالمحاصيل والحيوانات النافعة للإنسان. يبلغ عدد الأمراض النباتية الناجمة عن الفطريات حوالى 100 ألف مرضٍ، بالإضافة إلى العديد من المسببات الأخرى لأمراض النباتات التي تحدث أضراراً إقتصادية مثل الفيروسات والبكتيريا والقوارض والقواقع والطحالب.
فقبل الحرب العالمية الثانية، كان المزارعون يعتمدون على الكيماويات غير العضوية مثل مركبات الكبريت وزرنيخات الرصاص والمواد العضوية مثل "النيكوتين" و"البيرثوم". إلا أن اكتشاف مركب اﻟ (DDT) في سويسرا، والمبيدات الحشرية الفوسفورية في ألمانيا، ومبيدات الحشائش من مجموعة "الفينوكسي أستيك أسي" في المملكة المتحدة، ساهم كثيراً في اعتماد المزارعين على المواد الكيماوية وشجع العديد من الشركات العالمية على الإستثمار في صناعة المبيدات.
المبيدات
المبيدات هي مواد معدَّة لمحاربة الحشرات والقوارض والديدان والفطريات عبر طرد هذه الكائنات أو تخريبها أو التخفيف من تأثيرها، بهدف المحافظة على المحاصيل الزراعية وحماية صحة الإنسان والحيوان. لكن المُزارع أخذ يستعملها لمكافحة الآفات الزراعية جاهلاً آثارها السلبية على الإنسان والنبات والتربة.
أنواع المبيدات ونسبة استعمالها
مبيدات أعشاب 43 % - مبيدات حشرية 35 % – مبيدات فطرية 19 % - مبيدات لها علاقة بالصحة العامة 3 %. إن أهمية استخدام وتطوير المواد الكيميائية المخصصة لمكافحة الآفات الزراعية من أجل زيادة المحاصيل، تبرز من خلال تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) التي تُظهر ان عدد سكان العالم عام 2000 وصل إلى 6 مليارات نسمة، منهم 800000 إنسان يعانون الجوع وسوء التغذية. لذلك، أصبحت عملية إنتاج الغذاء نوعاً وجودة وكماً، من أولويات العاملين والمهتمين في هذا الشأن.
تأثير المبيدات على الإنسان
تشكل المبيدات خطورة على العاملين تصنيعها والقائمين على نقلها وعلى المزارعين والمستهلكين. لذلك، يجب أخذ الحيطة والحذر تجاه ما تحدثه المبيدات من أذى للإنسان كالتسميم أو التشويه أو المرض، كمرض السرطان.
الجدير بالذكر، ان تحديد أعراض الإصابة بالتسمم الحاد الناجم عن المبيدات ليس بالأمر السهل، إذ ان تلك الأعراض تشبه الأعراض العامة التي تعتري الإنسان في حياته اليومية (صداع، غثيان، تشنجات...).
أما التسمم الجلدي، فيصاب به العامل بطرق عديدة كأثناء جمع أوراق النبات الملوث بالمبيدات أو الإحتكاك بها أثناء جني المحصول أو خدمة الأشجار. لذلك، يُنصح العمال بعدم دخول المناطق التي تمت معالَجتها بالمبيدات الكيميائية لفترة زمنية معينة حيث حُددت المدة لمبيد “Azinphosmetyl” ﺒ 24 ساعة، ولمبيد “Parathion” ﺒ 30 يوماً لأن هذا المبيد يتفكك ببطء على أوراق النبات في المناخ الحار والجاف إلى مادة“Paraxon” . ولما كان هذا المبيد شائع الإستعمال على أنواع عديدة من الأشجار، فإن العمال أكثر عرضة للتعرض له عن طريق جني الثمار والعناية بالأشجار وغيرها.
إن العديد من الكيميائيات الزراعية لها تأثيرات سرطانية على الإنسان كمركبات الزرنيخ التي ثبت علمياً تسببها بداء سرطان الكبد والجلد، ومركب "الامينوتر أيازول" المُستخدَم في مكافحة بعض الأعشاب في مزارع الذرة والفواكه يسبب سرطان الغدة الدرقية. وهناك العديد من المركبات مثل "DDT" و"الأندرين" و"الديلدرين" التي لها مقدرة على إحداث السرطان. وللمبيدات تأثيرات جانبية أيضاً كإحداث التشوهات الخلقية والأورام، بالإضافة إلى التسمم المزمن نتيجة تراكم المبيدات في الجسم بكميات قليلة وعلى فترات طويلة.
تأثير المبيدات على النبات
تُحدِث المبيدات المستخدَمة في الزراعة تغيرات في التركيبات الكيميائية للنباتات حيث تنفذ إلى أنسجتها وتتداخل في نشاطها التحليلي. ويختلف التأثير تبعاً لنوع كل من المبيد والنبات والتربة ومدة التعرض للمبيد والظروف البيئية حول النبات وطريقة المعاملة وغيرها. من هذه التغيرات، تغيرات مورفولوجية تتعلق بالنمو كالطول، الكثافة، عدد العقد، الأغصان، عدد ومساحة الأوراق، عدد البراعم، عدد الثمار ووزنها. وتختلف التغييرات وفقاً لنوع النبات والمبيد ونسبته وموعد الزراعة وغيرها. فمبيد "اللانيت" مثلاً، أدى إلى زيادة كبيرة في وزن أوراق القطن الجافة.
وللمبيدات تأثيرات فيزيولوجية على النبات.فمبيد "الميثوميل" و"الفينفاليرات" سببا نقصاً شديداً في محتوى الكلوروفيل لأوراق النبات،كما تم إثبات أن مبيدات اﻟ “DDT” و"اللندين" و"الميتوكسي كلور" و"الديمثويت" أحدثت نقصاً في معدل التنفس لأطراف الجذور النامية للذرة والشوفان والبازيلا وغيرها.
أما التأثير على التركيبات الكيميائية للنباتات، فيظهر في تغيرات محتوى العناصر الكيميائية في الأنسجة النباتية إذ أدى استخدام مبيد "الباراثيون" إلى زيادة محتوى النيتروجين الكلي لنباتات الفول.
إلا أن استخدام بعض المبيدات الحشرية الجهازية، أدى إلى نقصٍ في مواد البوتاسيوم، الزنك والمنغنيزيوم في البذور.
تأثير المبيدات على الكائنات الحية
أكدت مؤسسة الأبحاث العلمية “SRF” التأثيرات السلبية للمبيدات على النحل والطيور والأسماك وبعض أنواع الكائنات الأخرى، كتسببها ببعض الأورام الخبيثة بالكبد وموت الأجنة وقلة الكفاءة التناسلية. وكان لمركبات الكلور العضوية النصيب الأكبر في هذا الشأن، ويعود ذلك إلى كونها مبيدات ثابتة بيئياً ومقاوِمة لميكانيكية التحطم الكيميائي الحيوي والتحطم الطبيعي الكيميائي وقدرة ترسبية عالية في الأنسجة الحية للإنسان والحيوان.
تأثير المبيدات على النحل
ويظهر التأثير السلبي للمبيدات أيضاً جلياً على نحل العسل خاصة إذا ما جرى رش المبيدات أثناء فترة الإزهار. فموت عدد كبير من عاملات النحل الجامعة للرحيق، يؤدي في النهاية إلى انخفاض معدل تلقيح الأزهار وبالتالي، انخفاض إنتاج العسل والثمار.
تأثير المبيدات على الطيور
بما أن الطيور شديدة التأثر بالمبيدات، انخفضت أعدادها بصورة كبيرة حتى وصل الأمر ببعض أصنافها إلى حد الإنقراض.
من تأثير المبيدات على الطيور:
1- تأثير أنزيمات الكبد.
2- تقلص في حجم المخالب.
3- موت الأجنة بنسبة عالية.
4- موت الصيصان قبل وبعد الفقس بنسبة عالية.
5- تعشيش متأخر وسلوك تعشيش غير طبيعي.
تأثير المبيدات على الأسماك
تعتبر المبيدات مواد مهلكة للأسماك والكائنات المائية الأخرى. وإذا ما أضفنا تأثير مياه الصرف الصحي وفضلات المعامل على أنواعها، يصبح الأمر بالغ الخطورة على الأسماك وسائر الكائنات المائية الحية ما يؤدي إلى انعدام الحياة في المياه الملوثة.
سعيد علي عبدالله خميس- عدد المساهمات : 709
تاريخ التسجيل : 04/04/2011
العمر : 26
الموقع : راس الخيمة
رد: المبيدات الزراعية وأثرها الضار على الصحة العامة و البيئة
..((**..مشكوور..**))..
KHALIFA BIN HAJAR- عدد المساهمات : 406
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 25
الموقع : RAK
عبد الله مسعود- عدد المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 24/04/2011
ماجد سعيد يهمور- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
رد: المبيدات الزراعية وأثرها الضار على الصحة العامة و البيئة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
KHALIFA BIN HAJAR- عدد المساهمات : 406
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 25
الموقع : RAK
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى